سنن الله في الكون ذلك بتهيئة أسباب المدافعة الناس للخير

سنن الله في الكون




            السُّننُ التي تنتظم حركة الكون وحياة الناس، هي تجسيدٌ لمشيئة الله: 

 أو مساربُ تَنْفُذُ من خلالها هذه المشيئة، سواء اختار الإنسان الخير أو الشّر، القوة أو الضعف، الغنى أو الفقر، العزة أو المذَّلة.
وفي قصة سَحَرة فرعون عندما ألقوا حبالَهم وعِصيَّهم قال لهم موسى ما جئتم به السِّحرُ إن الله سيُبْطلُه إن الله لا يُصلح عمل المفسدين. ويُحقّ الله الحقَّ بكلماته ولو كره المجرمون يونس لاية 81,82. وكلماته تعالى التي يُحق بها الحق يبدو أنها هي السُّنَن الجارية في عالم. الشهادة، فهي المسارب التي تتدفق من خلالها إرادة الله في إحقاق الحق وإزهاق الباطل وهي تختلف عن السُّنَن الخارقة في عالم الغيب. {كُنْ فيكون} في أن إرادة الإنسان وجهوده تساهمان في تحقيق كلمات الله في الأرض، أما  كُنْ الغيبية فهي خارقة لكل النواميس ولا. تحتاج لجهد الانسان سُنّةُ التدافع إن حركة البحار الدائمة هي أحد أهم أسباب الحياة لملايين الكائنات البحرية، وتُعلّمنا الآية 33 من سورة الشورى أن سكون البحار ركود إن يَشأْ يُسْكِن الرّيحَ فيظللْنَ رواكدَ على ظهره، وهذا هو ما يَحدُث في حياة بني الإنسان، مع فارق أن. التدافع هنا يتدخل فيه الإنسان إيجاباً أو سلباً ضمن ابتلاء العبودية لله وعمارة الأرض ولذلك امْتَنّ الله على الناس بهذه السُّنّة، قال تعالى.  ولولا دفْعُ الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين البقرة الاية 251 ، ونلاحظ إنهاء الآية بذكر فضله. 

تعالى على العالمين، وذلك بتهيئة أسباب المدافعة حتى تتجدد الحياة ولا تركد، وتصلح ولا تفسد: 

سُنّةُ الإملاء والاستدراج يُملي اللهُ للظالمين ليزدادوا إثماً، ويُزيّن للكافرين أعمالهم حتى يطغوا، ويجعل سبحانه في كل قرية أكابر. مجرميها ليمكروا فيها، وفي الحقيقة فإنهم يمكرون بأنفسهم دون أن يَشعروا كذلك زُيِّنَ للكافرين ما كانوا يعملون  وكذلك جعلنا في كل. قرية أكابرَ مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون الأنعام  الاية  122,123، لأن السحر حينئذ ينقلب على الساحر.
وإنه إملاء الازدياد، كما قال تعالى ولا يَحْسبَنَّ الذين كفروا أنما نُملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين آل. عمران الاية  178  ذلك أن للأمم آجالا، وللهلاك مقادير وسُنَناً، والإملاء هو استدراج إلى الهلاك، ويمكن تسمية هذ الأمر بسنة. الاستدراج، كما قال تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون  لأنه سُنّة ماضية لا تتبدل ولا تتغير.

الخلاصة:

سُنّةُ الإهلاك  إن النظر في عواقب المكذبين مقصدٌ مهم من مقاصد السير في الأرض، قال تعالى قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف. كانت عاقبة المكذبين  الأنعام الاية  11  فإن سنة الله ماضية في إهلاك المكذبين، مهما اختلفت وسيلة الإهلاك. وحتى لا يقع المؤمنون في الهلاك أوجب عليهم ربُّهم السير في الأرض والنظر المتأمل في عاقبة الظالمين المكذبين، ولذلك قال عاقبة ولم يقل عواقب، وإنما يتوجب النظر في الطرق والعوامل والمقدمات التي أدّت إلى هذه النهاية المخيفة، ومن المعلوم أن تجنب النتيجة يوجب تجنبالأسباب السّياحة السُّننية من قلب موقعة أُحُد ومن بين أنقاض الهزيمة، تولّى القرآن طَرْقَ حديد القلوب وهي ساخنة من شدة. القَرْح، وذلك بالتأكيد على ضرورة معانقة أسباب النصر والتمكين والبعد عن سنن الهزيمة والهلاك وأوصى القرآن بالسير في الأرض. وممارسة السياحة الدارسة لتفاعلات السُّنَن في الواقع، وذلك بتتبّع آثار الشعوب والأمم التي تحطمت نتيجة اصطدامها بسنن الله، قال. تعالى: {قد خَلَتْ من قبلكم سُنَنٌ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين  وهكذا فإن المؤمن المُتفقِّه يستثمر الماضي في. تقويم الحاضر وتقوية المستقبل. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم