تأملات في ايات الله على المؤمن قد يَتخفّى فيه نفعٌ

تأملات في ايات الله




    إن الضر الذي تكتبه أقدار الله تعالى على المؤمن قد يَتخفّى فيه نفعٌ كبير، ولذلك ورد على لسان مؤمن آل ياسين قوله تعالى: 

إن يُردني الرّحمنُ بضُرٍّ لا تُغني عني شفاعتُهم شيئاً ولا يُنقذون يس الاية 23 ، فهذا المعنى مغروس في عقله ووجدانه ولم يضعف لديه. حتى وهو في قمة الجدل مع من يحملون له الموت الزّؤام، حيث اختار اسم الرحمن دون بقية الأسماء مع أن حديثه عن الضّر وليس عن. النفع الزّلْزَلَةُ تَستدعي الدَّمْدَمَة وصَف الله ُطبيعة المعركة بين الأقلية المؤمنة والأكثرية الظالمة، فقال وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين. آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب إن طريق النصر طويل ويحتاج إلى تضحيات كبيرة، ومع استمرار السير يرتقي الشهداء. ويسقط الجرحى، بينما يزداد الأعداء جنوناً وإجراماً وفي اللحظات التي يُظهر المجرمون فيها أقوى ما يَملكون، تَتزلزل نفوسُ المسلمين. حتى يَضجُّوا بالدعاء المفجوع متى نصر الله عندها يكونون على رمية حَجَرٍ من النّصر المُؤزَّر، حيث يأتي اللهُ أعداءهم من حيث لا. يحتسبون، فيُدَمْدم عليهم بقذائف الرعب التي تُضعف معنوياتهم وتجعل صفوفهم تتهاوى وتحصيناتهم تسقط، مما يُؤْذِن بمجيئ النصر. المنشود نعمة النسيان النسيان نعمة عظيمة لا يدرك قيمتها كثيرون، إذ مهما كانت الأوجاع مؤلمة والمظالم شديدة فإن النسيان يساعدك. على تجاوزها وممارسة الحياة الطبيعية ولكن مهما نسيتَ ظلم المجرمين وعربدة الطغاة، فإن الله لا ينسى وما كان ربك نسياً، فاحمد ربك أنك تنسى وهو لا ينسى، فإنك بهذه المعادلة لا تتوجع تحت سياط التذكّر ولهيب الحقد، وفي ذات الوقت لا ينجو المجرم من العقاب. 

    المستحَقّ لما جنت يداه إن الله يُمهل ولا يُهمل، وكما جاء في الحديث الشريف فإن  ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلتْه: 

التدخل الغيبي في غزوة بني النظير كانت موازيين القوة مختلة بقوة لصالح اليهود، إذ كانوا في حصون منيعة حتى ظنوا أنها مانعتُهم من الله، حيث توجد داخل الحصون واحة زاخرة بالمياه والسلع الزراعية، لدرجة أن الله قال عن الصحابة  ما ظننتم أن يَخرُجُوا، فكيف بظن. اليهود لكن استكمال الطائفة المؤمنة لأسباب القوة واستيفائها لعناصر الإيمان، اسْتَنْزلَ مَدَدَ الله واسْتمطر غوثه  فأتاهم الله من حيث لم. يحتسبواإذ قذف في قلوبهم صواعق الرعب، مما جعل عناصر قوتهم ضعفاً، حيث انهارت قُواهم وخارت عزائمُهم، ووقع عليهم السقفُ. من فوقهم، وحاقت بهم الهزيمةُ المنكرةُ ولَحِقهم الخزيُ العظيمُ حضور الله لا ينبغي أن تسمحوا لإيمانكم أن يضعف لدرجة أنْ تَظنوا بأن. الله غافلٌُ عمّا يَعمل الظالمون، أو أنه خلق الناس عبثاً بدون موازين العدل وقوانين الجزاء، أو أنه جعل المسلمين كالمجرمين، أو أنه. وضع الناس في غابة والفائز من شحذ مخالبه وحدَّ أنيابه إن كل ما يدور من مظالم وجرائم، يعلمها الله فهو بكل شيء عليم ، وعلى كل. 

الخلاصة:

شيء شهيد، ثم إنه س{ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم، لكنها الزلزلة والتمحيص للمسلمين والإمهال والاستدراج للمجرمين فتَخلّصوا من الذنوب حتى ينجح التمحيص، وأولها ذنوب التقصير في الأخذ بالأسباب والتسلح بالذرائع، وكونوا عقاب الله. الذي يحيق بالظالمين تأهيل الإيذاء إن إيذاء أهل الباطل لأصحاب الحق صورةٌ من صور التأهيل، إن اتخذوا من نيرانه أقْباساً لرؤية. عدوهم كما هو، وجعلوا منه زاداً لتنمية ذواتهم بتعظيم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف. لقد كان إيذاء الفراعنة لبني إسرائيل عاملاً مهماً في تأهليهم للتمكين، ولذلك عندما أخبر اليهود نبيهم موسى بأنهم تَعرّضوا للإيذاء قبل. بعثته إليهم وبعدها، قال لهم  عسى ربُّكم أن يُهلك عدوَّكم ويَستخلفكم في الأرض فيَنظرَ كيف تعملون  الأعراف الاية 129. 

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم