اليمن في مواجهت الصراع على الحكم ويدفع الثمن

الصراع على الحكم في اليمن
الصراع على

    الصراع على الحكم في اليمن مُتجذر في أذهان الطبقة التقليدية منذُ عقود :

 ففي شمال اليمن كان الصراع ولا يزال بين الهاشميين والقبائل. أمّا في الجنوب فقد كان الصِراع بين السلاطين. لم يَعرف اليمن الاستقرار السياسي منذُ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا وإنْ كانت فترة الرئيس اليمني السابق علي صالح شهدت نوعاً ما من الاستقرار، لكنّها لم تستمر إلا سنوات محدودة تخللها العديد من الحروب والمشاكل والصراعات والاغتيالات والثأرات القبلية وعدم الاستقرار السياسي. سنورد في السطور التالية تاريخ صراع الطبقة التقليدية على الحكم في هذا البلد الذي مزّقته الحروب والصراعات السياسية منذ عقود أولاً، أسّسَ الإمام يحيى مملكة اليمن "لمتوكلية" في شمال اليمن في عام 1904م وقد أجبرَ الأتراك على الاعتراف به كإمام على شمال اليمن في عام 1911م استمر حكم الإمام يحيى حميد الدين شمال اليمن لعقود وتخلل فترة حكمه الصراع مع مؤسس المملكة العربية السعودية الراحل عبدالعزيز آل سعود. استمر حكم الإمام يحيى حميد الدين لليمن لعقود، إلا أنّ النزعة العُنصرية المقيتة هي التي قصمت نِظامه ونِظام الأئمةَ بشكل عام، بسبب تعاملهم العنصري مع قبائل اليمن العريقة  فكان القبيلي يُعامل كعبد ومملوك. وليس له أيُّ خيار آخرَ سِوى طاعة مولاه الإمام. كما أنّ الإمام يحيى كان يرفض التقدم والبحث العلمي والاحتكاك مع العالم الخارجي. 

    وكان يُحاول أنّ يَعزل اليمن عن العالم الخارجي. كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى اغتياله:
 
 في عام 1948م على يد القردعي وبعض.الثوار الآخرين تولّى الحكم بعد الإمام يحيى، ولده الإمام أحمد الذي أحَكمَ سيطرتهُ وقبضتهُ الحديدية على شمال اليمن، وقامَ بإعدام وشنق من يُعارضْ حكمه  إلا أنّ حُكمه لم يَستمرْ طويلاً نتيجةً للظلم والتعذيب اللذين مارسهما ضد أبناء اليمن. فكانت النتيجة خروج ثورة شعبية ضخمة ضد نِظامهُ أدّت إلى مقتله في ستينيات القرن الماضي عام 1962م وعلى إثرَ ذلك أُعُلنَ قيام جمهورية اليمن العربية  إلا أنّ الإمام البدر حاول أنّ يُجهض هذه الثورة، لكنّه فشِل فشلاً ذريعاً، وكان مصيره المنفى كان أول رئيس تسلم زمام السلطة في الجمهورية العربية اليمنية بعد ثورة عام 1962م هو الزعيم الراحل عبدالله السلال، الذي غادرالسلطة بانقلاب عسكري أثناء زيارته العراق. جاء من بعد. السلال القاضي عبدالرحمن الإرياني، الذي حكم الجمهورية العربية اليمنية من1967م -1974م  لكنّه استقال من السطة واختار المنفى. بدلاً من إراقة الدِماء ثم جاء من بعده الزعيم الوطني الراحل إبراهيم الحمدي الذي حكم اليمن الشمالي منذُ 1974م حتى نهاية 1977م وشهدت فترة حكمه انتعاشاً اقتصادياً غير مسبوق في تاريخ اليمن. وهو أول من وضع الخطةَ الخمسيةَ، التي لم تستطع الحكومات. المتعاقبة تطبيقها كان لديه مشروع بناء دولة قوية، دولة النظامِ والقانون. لكن، قوى الشر والظلام قامت باغتياله، هو وأخيه الشهيد عبدالله الحمدي في ظروف غامضة لا يعرفها الشعب اليمني حتى كتابة هذه السطور عندما اغتيِلَ الحمدي سقطت معه الدولة اليمنية ومشروع. 

        النهضة اليمنية الحديثة جاء من بعد الحمدي الرئيس الراحل أحمد الغشمي: 

الذي ينتمي لقبيلة همدان، وحكم اليمن لفترة قصيرة لم تتجاوزالعام واغتيل بقنبلة يوم 24 يونيو/حزيران 1978م  ثم جاء من بعده الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن الشمالي لمدة 12 سنة، ثم الجمهورية اليمنية، بعد توحيد الشطرين في عام 1990م استمر حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لمدة 33 سنة. وشهدت فترة حكمه صراعات دامية سواء في حروب المناطق الوسطى 1978م -1983م  أو حرب 94 أو حروب صعدة الست 2004 م -2009م  وانتهت فترة حكمه بثورة شعبية عام 2011م ولا زالت الطبقة التقليدية اليمنية في صراع على الحكم حتى هذه اللحظة أمّا في الشطر الجنوبي من الجمهورية اليمنية فقد كان هناك صراع بين السلاطين، وقد نشأت أكثر من سلطنة وبرعاية بريطانية. لكن. كل هذه السلطنات تبخرت إثرَ قيام ثورة 14 من أكتوبر/تشرين الأول 1967م وبعد قيام ثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول المباركة ضد. المُحتل البريطاني أُنشئت ما يُسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أول رئيس جنوبي تولى رئاسة دولة الجنوب بعد الاستقلال هو قحطان محمد الشعبي. أقيل من منصبه عام 1969م وتم وضعه تحت الإقامةَ الجبريةَ. ثم تولى رئاسة الجمهورية سالم ربيع علي 1969م واستمر حتى عام 1978م وخلال فترة حكمة تم التوصل الى صيغة تقارب وحدوي بين شطري البلدين. لكن، سرعان ما تم القضاء علية وقتله من قبل مجموعة عبدالفتاح إسماعيل المسلحة إثر اتهامه بتدبير مؤامرة للاستئثار بالسلطة وتدبير عملية اغتيار رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي ثم تولى رئاسة جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية الرئيس عبدالفتاح إسماعيل لكنه لم يستمر طويلاً فقد استقال عام 1980م ثم، جاء من بعده علي ناصر محمد وتولى رئاسة الدولة من عام 1980م حتى عام 1986م وفي عام 1986م نشب الصراع. 

        الدامي في جنوب اليمن ما أدى الى هروب علي ناصر محمد الى شمال اليمن:
 
ومن ثم إلى سوريا  ثم جاء من بعده الرئيس علي سالم البيض وتولى رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية حتى عام 1990م وهو من وقّع اتفاقية الوحدة مع الشطر الشمالي في شهر مايو/أيار عام 1990م ثم جاءت حرب 94 بين شمال اليمن وجنوبه، وعلى إثرها هرب البيض الى سلطنة عُمان ولا زال في المنفى حتى يومنا. هذا أمّا في 2015م فقد استولت حركة أنصار الله الحوثية وبمساعدة من الرئيس السابق علي صالح على السلطة في اليمن، وقامت. بانقلاب عسكري على الشرعية اليمنية المعُترف بها دولياً، ولا زال الصراع بين التحالف الحوثي الصالحي والحكومة الشرعية حتى. كتابة هذه السطور إذن، وبعد ما طرحناه سابقاً يتضح وبما لا يدع مجالاً للشك أنّ اليمن لا يستطيع أنّ يحكمه أحد بمفرده ودون شراكة حقيقية. كما أنّ اليمن لن يرى النور ما دامت الطبقة التقليدية هي الحاكم الفعلي والمسيطر على البلاد. اليمن لن يرى الاستقرار إلا بقيام دولةٍ يمنية حديثة، ولن يتحقق ذلك إلا بسواعد الشباب والطبقة اليمنية المثقفة. وليس ذلك مستحيلاً.# من موقع براقش.

0/Post a Comment/Comments

أحدث أقدم